النوستالجيا،
للي مش عارفين هي حالة الحنين إلى الماضي وذكرياته وكل ما فيه، ولأن ده أسبوع
التدوين عن النوستالجيا، قررت تجميع كل ما أتذكره عن طفولتي في التدوينة دي.
"طفولتي
أول ما بدأت أدركها، كنت في سلطنة عمان، ومتذكرة وجودي في مستشفى عمانية بسن صغيرة
وقت ولادة أخي الصغير، وأتذكر كيف أنني راقبت على الشباك نحلات كثيرة تحط على
الزجاج ثم تطير مبتعدة وظللت أبحلق فيها لمدة تخطت الساعات، لا أتذكر السبب، ولكن
أتذكر إنبهاري بالنحل، هذا الإنبهار تحول لاحقاً في كبري إلى خوف منها.
أتذكر المدارس
العديدة التي إرتدتها في عمان، وأتذكر أصدقاء طفولتي هناك وأتساؤل كيف هو حالهم
الأن، هل مازالون يتذكرونني؟ أتذكر ذلك المبنى الذي كنا نسكنه وكان يسكن معنا في
نفس المبنى أستاذين من مدرستي أحدهما اسمه قمر والأخر أسميته الأستاذ شمس –أم كان
العكس؟- فقط ليكونا ملائمين. أتذكر أن نظارتي الأولى اشتريتها من محل نظارات أسفل
المنزل وبغض النظر أنني لم أدرك وقتها أن نظري ضعيف لهذه الدرجة، إلا أنني كنت
سعيدة بالنظارة الوردية. أتذكر الملاهي التي كانت توجد في الشارع المقابل وبجوارها
السوبر ماركت الكبير الذي كان يحتوي على كل أنواع الحلوى. أتذكر ذهابنا إلى الشاطئ
في المساء، أنا أفضله في المساء اكثر من الصباح، وعندما كنا نلهو أنا و أخي بكرتنا
البرتقالية الكبيرة في مياه البحر.
أتذكر إحدى
الشقق التي سكناها، كانت شرفتها كبيرة جداً وكنت أقضي معظم وقتي فيها. في أحد
الأيام أكاد أقسم أنني تخيلت مرور ديناصور ضخم في أحد شوارع مسقط، بالطبع لم أجرؤ
أن أحكي لأحد، فأنا طفلة من سيصدقني؟ ثم تذكرت أبطال الديجتال الذي كنت أشاهده في
ذلك الوقت و تمنيت لو أن ذلك الديناصور اقترب من منزلي قليلاً لألهو معه، كنت قد
أقسمت أنني لن أخبر أحداً، ظللت أراه لأيام عديدة، ليختفى بعدها كما ظهر، فجأة.
أتذكر تسللي
إلى المطبخ لأتذوق "تانج" البرتقال، أنا أحب بودرته قبل أن تحولها أمي
إلى عصير، وكنت أعطي بعضها لأخي كـ "رشوة" لكي لا يخبر أمي بما فعلت.
أتذكر قناة سبيس تون في بداياتها عندما كانت تبدأ منذ الصباح الباكر وحتى الساعة
الثالثة عصراً، وبعدها أبدأ بمشاهدة قوات الكرتون الألمانية والفرنسية، والعمانية
أحياناً. أتذكر فساتيني الكثيرة، كنت طفلة تعشق الفساتين بمختلف أشكالها و ألوانها.
أتذكر عشقي لباربي، وأتذكر عندما ذهبنا إلى أحد المولات في عمان لشراء دمية باربي
جديدة، لأجد هناك فتاة شقراء ترتدي فستان وردي وتقول أنها باربي ويقوم الأطفال
بأخذ العديد من الصور معها، أخذت صورة معها وأنا أمسك دميتي الباربي وأنا لا أكاد
أصدق، بالطبع كبرت لأدرك أنها كانت مجرد فتاة عادية تقوم بالترويج لباربي بذلك
المتجر، ولكن في ذلك السن كل شئ كان سحري.
أتذكر الجو في
عمان كيف كان سحرياً، معظم أيام السنة هواءها لطيف، وهذا أمر لا يتحقق كثيراً في
مصر، إكتشفت هذا بعد عودتي. أتذكر أصدقائي وصديقاتي بالمدرسة وأهمهم، صديقتي
المقربة نورهان، صديقاتي أماني، علياء، نسمة وعهود، وأصدقائي أدم وعبد الرحمن.
أتذكر مدرستي التي كانت على قمة جبل في عمان و منها كنا نرى –ما كنا نظنه وقتها
ونحن طلبة بالصف الثالث الإبتدائي- أنه العالم.
أتذكر الحفلات
التي شاركت فيها والتي مثلتها وأتذكر كيف كنت طفلة متحدثة، وأستغرب هل يمكن لشخص
ما أن يختلف تماماً بمجرد أن يكبر. أتذكر تلك الحركة المتهورة التي قمت بها عندما
كنت ألهو بالمقص و قصصت أطراف شعري وخبأته لكي لا يكتشف أبي وأمي، ولكنهم إكتشفوا
فيما بعد. أتذكر رحلتي إلى مرفأ السمك. أتذكر أصدقاء والدي الذين كنت أستمتع
بصحبتهم وإن كنت لم أفهمهم. أتذكر باتريشيا وزوجها ومنزلهم الذي كان جزء كبير منه
حديقة، وأتذكر كيف كنت أكاد ألا أرى أصابعها من كثرة الخواتم الفضية التي ترتديها،
أتذكر بركان وحقيبة ميكي التي قامت بشرائها لي، أتذكر كوجي ودمية باربي التي
اشتراها لي.
أتذكر نزهاتي
مع أمي وأخي الصغير في حدائق عمان، للأسف لا أتذكر أنني رأيت مثلها هنا في مصر،
وأتذكر أخر أيامي في المدرسة عندما ودعت أساتذتي وأصدقائي ولم أعتقد أنني قد لا
أراهم بعد ذلك. أتذكر ملابس المدرسة التي كنت أحبها جداً وأتذكر حقيبة المدرسة
التي كنت أشتريها كل عام بعجلات لأني أحب جرها خلفي، وأتذكر ذكرياتي مع الأسانسير،
عندما توقف بي في يوم من الأيام عند صعودي إلى المنزل بعد العودة من المدرسة،
وأصبحت في حالة رعب، ورغم أنهم أخرجوني منه بعد فترة قصيرة، إلا أنه تسبب بحالة
رعب من ركوبه لم أشفى منها إلا بعد سنين.
أتذكر سريري
الذي كان على شكل سيارة وكانت مقدمتها حمراء وأنوارها زرقاء، وأتذكر أحلامي الغريبة،
وأتذكر محاولتي لعزف الكمان. أتذكر كيف كنا أنا وأخي بمثابة عضوين في عصابة نتأمر
معاً لنحصل على شئ ما بطريقة خبيثة."
ده كان جزء
طفولتي في عمان (أو اللي فاكراه حالياً) ، ولسة النوستالجيا الخاصة بطفولتي في
مصر، طلع عندي ذكريات كتيرة وأنا معرفش. لسة نوستالجيا مصر. :)